من عجائب المولى عز وجل إلهامه الطفل الصغير القدرة على التعرف على والدته منذ أول وهلة يرى فيها نور الحياة، فسبحانه قد مكنه من تمييز العديد من الأشياء فيها، ومن ضمنها خاصةً :
كشفت الدراسات العلمية أن الجنين في شهره السابع يصبح قادرا على الاستماع إلى الأصوات الخارجية والتفرقة بين ألوان الموسيقى المختلفة، فلا عجب إذا من في أن يهتدي إلى صوت أمه ويميزه عن كل الأصوات الأخرى.
لا تنفك أم على احتضان مولودها وضمه إليها في كل مرة كتعبير منها عن حبها الكبير له وعن سعادتها بقدومه إلى الحياة، وهو ما يساعده قطعا على التعرف على رائحة جسمها وربما رائحة عطرها أيضا. وتجدر الإشارة إلى أن الرضيع بإمكانه التمييز أيضا بين الحليب الصناعي والحليب الطبيعي الذي يحصل عليه من ثدي أمه، ومن أجل ذلك فإنه قادر على معرفة والدته الحقيقية عبر رائحة الحليب أيضا.
قد يثير الأمر البعض من استغرابك ولكن الطفل الرضيع قادر أيضا على التعرف على أمه عبر الاستماع إلى دقات قلبها؛ فتلك الدقات هي الصوت المرافق له طوال فترة تكونه في أحشائها ولذلك فهو لا ينساها. ولعل ذلك ما يفسر سر توقف الصغير عن البكاء بسرعة وعودته إلى السكينة بمجرد اقتراب والدته منه وضمه إلى صدرها، على عكس إن كان قد فعل ذلك شخص آخر.